“ضع في الضوء ما كان في الظلام”، هو تركيب فني صنع بالخيوط و الضوء الأسود (الأشعة ما فوق البنفسجية) في 2014 في فضاء الفنون صديقة بقمّرت، تونس.
مشروع “ضع في الضوء ما كان في الظلام” يستلهم كثيرا من لوحة “إيروس” للفنان بول كلي Paul Klee. و هو يتمثل في تغطية فضاء داخلي بخيوط مشدودة و مُضاءَة بالأشعة المافوق بنفسجية. هذه الخيوط الرفيعة و المضيئة تذهب كلها نحو وجهة واحدة : القمّة. هذه الأخيرة هي مصدر الإشعاع في العالم الذي يحيط بنا.
انه بناء لهرم بنفس نسب و توجهات هرم خوفو بالجيزة. الفضاء يصبح مكان لقاء بين عالمين : عالم واقعي و آخر سحري. عالم مادي و آخر روحي. ال”أنا” الزمني و ال”ذات” الأبدية. هذا الهرم يقنن و يضخّم و يمررّ الطاقات الكونية و الشمسية. إنه يمكّن الانسان من أخذ كل ما كان في الظلام و وضعة في الضوء حتى يقترب من “الذات” الداخلية النيّرة.
المشاهد مدعوّ إلى الغوص في حمّام من الضوء سيحمله ربما نحو يوم دون نهاية… نحو بحر دون عواصف، “ما وراء الأنا يتموّج بحرٌ، لأنني حساس. ما لا يمكن مداراته، هو الاحساس. الاحساس المرهف إلى درجة أنه في كلّ طرف، تعمّ العاصفة و لا يوجد أي ربّان للتحكم في الفوضى.” بول كلي Paul Klee.
الوقت يمرّ.. مائة سنة. ما اللذي تغير ؟
بين الماضي و الحاضر و المستقبل، هناك خيوط تُنسَجُ و نحن لازلنا نبحث عن المكان الذي أتينا منه.. أين نحن ؟ أين نذهب ؟
ثلاث أوقات.. ثلاث نقاط على نفس السطح تتحرك جيئة و ذهابا و تبعث فينا الارتباك. الوصول إلى القمّة، إلى “الذات” المضيئة. جمع كل التوجهات المبعثرة لحياتنا السابقة و الحاضرة و المقبلة في نقطة واحدة.
ما بعد ماضينا الصّامت، هل يوجد مستقبل دون نهاية و حاضر دون فوضى ؟